مجتمع النجوم

القاضية ممكن.. أحمد الخدرجي من مقعد الشعر إلى هتاف المشجّعين

لا يقتصر تشجيع كرة القدم، في مصر والعالم، على فئة بعينها.. كأن نقول مثلاً إن الرياضيين وحدهم هم من يشجعون.. أو طلبة المدارس، أو أعضاء النوادي.

لكن المؤكد أن تشجيع كرة القدم يلقي بظلاله ويطال كل فئات وشرائح المجتمع: أطباء وضباط ومهندسين وحرفيين وأساتذة جامعات ومعلمين وعمال بناء وقهوجية ومندوبي مبيعات وبقالين وجزارين وفنانين وتشكيليين و… و… وأدباء من شعراء وروائيين ونقاد ومترجمين.

وها هو الشاعر السكندري القدير أحمد الخدرجي يؤكد انتماءه الرياضي حين يكتب نصًا شعريًا راقيًا؛ يصف فيه أحداث مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا (نهائي القرن) بين الأهلي والزمالك.. فتعالوا نستمتع بقراءتها بمنتهى الروح الرياضية وبعيدًا عن أجواء التعصب.. فكما أن هناك النادي.. وهناك اللاعب.. ثمة أيضًا مشجع قادر على الكتابة الفارقة:

القاضية ممكن
القاضية ممكن

القاضية ممكن.. أحمد الخدرجي

مش تسلية

ولا وقت بيعدّي وخلاص

مش قهوجي وقهوة وسجاير وسط ناس

سايبين بيوتهم فـ المسا علشان يادوب يتسامروا ع القهوة،،

مع كوبايات الشاي..

والليل بالحليب

ولا يجرحوا شعور الشوارع بالنُكت أو بالهتاف

ولا يقعدوا يعدوا النُقط..

أو يحسبوا فـ فوارق الأهداف

***

***

مش تسلية

الكورة عند الخلق أكبر من كده

وَنَس الليالي المرعبة

سفر الخروج م الوحشة من بُكره المخيف

عوض الفلس والوحدة والديفوهات

جنة الخُلد القريبة للعُصاة الطيبين…

الكورة أكبر من مجرد فرقتين

أو جمهورين

بيطلعوا لسانهم لبعض ويضحكوا

وبيرجعوا لنفس الوَنَس

بعد الهزيمة من الحنين

***

***

والليلة نزلوا الفرقتين ع الأرض

الكورة فـ السنتر

والملعب اتبسّم

وهتفت الجماهير:

بالطول..

بالعرض..

والكورة بصت ع الولاد حبَّة

حدفولها حلم وورد

واتشبكت النظرات لمّا الحكم صَفَّر

بدأ الهجوم أحمر

واتخطفت المباراة

بص البياض للمستحيل وقراه

عدّى الأباتشي وعلّق الكورة

واحلوت الحواديت

وانفجرت الدهشة

الليل ده ريحتُه ماورد دلوقتي

والجمهورين بيكملوا الأحلام

بالكاس وأفريقيا والورد والأعلام

وبضمة العشاق لبعضيهم

وبوسات جميلة بتبهر الأفلام

وبيوت حتسهر للصباح ترقص

وبليل هنا أنغام.. هناك ألغام

***

***

الوقت عدّى بطيء على الأرواح

صوت الدُعا بيشد فـ السموات

ومدرجات فاضية

إلا من الأحلام

والأغنيا البراويز

اللي انكتب ليهم

يتمتعوا بالضَيّ..

ويزوقوا الملعب..

والفُقَرا في الشارع وع الكافيهات

بيغنوا حبّة ويرقّعوا الموال

ويعلّوا اِسم الكورة للجماهير

فينِك يا تالتة يمين؟

فينِك يا تالتة شمال؟

إمتى الرجوع من تاني لو ممكِن؟

القَاضِية مكن

قالها المعلّق رجّت الجماهير

والدنيا والمشاوير

وشوارع العالم

«قفشة» طلع من فين مانِش عارف

شاطها وشايف ضِلُه على فرحة

متأجّلة من كام سنة يمكن

القَاضِية ممكن

شاطها وعيون أُمُّه

محفورة في ملامحُه

من ذكريات جارحاه

من ماضي كان دابحُه

م السوق وطول الوقفة عز البرد

شاطها وقال روحي

يا تكملي سجني.. يا تحرري روحي

روحي وهاتي الحلم م البدايات

هاتي الأميرة وصالحي ع النهايات

أجيال كتير اتظلمت امبارح

من بحرها العاتي

من جوَّها العاصف

يا سبع سنين..

أكثر عجافًا من سنين يوسف

خلّيني اكمّل حلمي على مهلي

القَاضِية ممكن

صبح الهتاف أهلي

زر الذهاب إلى الأعلى