بطولات عالميةدوري أبطال أوروباكرة قدم

كلوب وناجلسمان.. مواجهة من الوزن الثقيل بين ليفربول ولايبزج

يملك الشاب يوليان ناجلسمان (33 عاما) مدرب لايبزج الألماني فرصة تعميق جراح مواطنه يورجن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي، عندما يتواجه الفريقان في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، غدًا الثلاثاء.

ويتمتع كلوب بهالة الأسطورة على ضفاف ميرسيسايد، بعد أن أنهى صيامًا دام 30 عامًا لم يحرز ليفربول لقب الدوري الإنجليزي، قبل أن يقوده إلى التتويج الموسم الماضي، بعد موسم واحد من قيادة الريدز إلى لقب دوري أبطال أوروبا.

لكن ليفربول يمر بأزمة حقيقية، حيث لم يحقق الفوز سوى في 3 من أخر 11 مباراة خاضها في مختلف المسابقات.

ناجلسمان
ناجلسمان

في المقابل؛ يعتبر ناجلسمان نجمًا صاعدًا في معترك التدريب، فقد فرض لايبزج تحت إشرافه رقمًا صعبًا في دوري أبطال أوروبا، الموسم الماضي، ببلوغه الدور نصف النهائي قبل السقوط أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، وينجح في انتزاع بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية هذا الموسم على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، مع العلم بأن الأخير ألحق به خسارة قاسية ذهابًا بخماسية نظيفة.

وبالعودة إلى تاريخ الرجلين، نجد أن كليهما شغل مركز قلب الدفاع، وفي الوقت الذي اعتزل كلوب بعمر الثالثة والثلاثين، بعد أن دافع عن ألوان ماينتس في 325 مباراة، اضطر ناجلسمان إلى وقف مسيرته مبكرًا جدًا بعمر العشرين بسبب إصابة في الركبة.

وبعد اعتزاله، عمل ناجلسمان كشافًا لصالح مدرب تشيلسي الحالي مواطنه توماس توخيل مع الفريق الرديف في أوجسبورج قبل أن يتدرج في أكاديمية هوفنهايم التدريبية.

كان قد بلغ الثامنة والعشرين للتو في فبراير عام 2016 عندما جعل منه هوفهايم أصغر مدرب سنًا في تاريخ الدوري الألماني، وكانت ثقة مسئولي هوفنهايم في محلها لأن ناجلسمان نجح في انتشال الفريق من معارك الهبوط إلى المشاركة في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، حيث خسر أمام ليفربول عام 2017 قبل الانتقال للإشراف على تدريب لايبزج عام 2019.

كلوب
كلوب

وكان مشوار كلوب مماثلاً بعض الشيء لأنه صنع اسمه في نادٍ متواضع هو ماينتس على مدى 7 مواسم، قبل الإشراف عل تدريب بروسيا دورتموند ثم ليفربول.

ونجح في إحراز لقب دوري بوندسليجا مرتين متتاليتين موسمي 2010-2011 و2011-2012، ليضع حدًا للسيطرة المطلقة لبايرن ميونيخ على اللقب. لكن الفريق البافاري حال دون إحراز كلوب لقبه القاري الأول بفوزه على دورتموند 2-1 في نهائي نسخة عام 2013 من دوري الأبطال.

ثم عاش كلوب خيبة النهائي القاري الأهم مجددًا بسقوطه أمام ريال مدريد عام 2018 قبل أن يرفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين في العام التالي إثر تغلبه على مواطنه توتنهام.

القاسم المشترك

يتميز المدربان بحراكهما المتواصل في المنطقة الفنية على أرضية المستطيل الأخضر وعدم ترددهما في توجيه الملاحظات للاعبين وحتى الدخول في مهاترات مع المدربين المنافسين.

ويقول مهاجم لايبزج الدنماركي يوسف بولسن لوكالة فرانس برس: “كلاهما يعيش المشاعر لأقصى الحدود ويظهر أحاسيسه الجياشة على أرضية الملعب. إنه أكثر قاسم مشترك بينهما”.

كلاهما يدين بالنجاح إلى الماركة الكروية الألمانية المتمثلة بالضغط المتواصل على حامل الكرة، والحيوية، لكنهما حاولا الابتكار أيضًا. فقد قام كلوب بتعيين مدرب خاص لتنفيذ رميات التماس في ليفربول مثلاً، في حين وضع ناجلسمان شاشة عملاقة في مقر التدريب من أجل مراجعة بعض التحركات خلال التمارين.

كما لفت ناجلسمان بالذات النظر من خلال ارتداء ملابس غريبة وتحديدًا في مباريات دوري أبطال أوروبا، وعلق على هذا الأمر بقوله “أرتدي ما يحلو لي. أنا مدرب كرة قدم قدم ولست عارض أزياء”.

في المقابل، يظهر كلوب دائمًا مرتديًا قبعة بيسبول ولا يحلق لحيته جيدًا خلال المباريات.

يرتبط كلوب بعقد مع ليفربول حتى يونيو عام 2024 وقعه الموسم الماضي. على الرغم من الأزمة التي يمر بها فريقه خلال الموسم الحالي، فإنه لا يزال يحظى بالاحترام لا سيما بعد قيادة فريقه إلى إحراز اللقب المحلي بعد غياب ثلاثة عقود، بالإضافة إلى التتويج الأوروبي للمرة السادسة في تاريخ النادي الشمالي. وانهيار كامل لليفربول وحده يمكن ان يعيد النظر في مصير كلوب.

في المقابل؛ يبدو مستقبل ناجلسمان محصورًا بين بايرن ميونيخ لخلافة هانزي فليك في حال ترك منصبه واستلم تدريب منتخب ألمانيا خلفا ليواكيم لوف، بعد نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، أو أن يدرب أحد الفرق الإنجليزية لا سيما في حال عدم نجاح توتنهام في التأهل إلى إحدى المسابقات الأوروبية بإشراف مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو.

وكان ناجلسمان تخطى توتنهام ومانشستر يونايتد في الموسمين الماضي والحالي في دوري الأبطال.

زر الذهاب إلى الأعلى