كلوب بروج يكشف التصدع في حصن ريال مدريد
استمر تراجع ريال مدريد الأسباني كعملاق يرعب القارة الأوروبية، وكان تعادله الشاق في حصنه “سانتياجو برنابيو” مع كلوب بروج البلجيكي (2-2)، أمس الثلاثاء، في دوري أبطال أوروبا، أبرز دليل على الحالة الصعبة التي يمر بها بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان.
وتقدم كلوب بروج على ريال مدريد بهدفين نظيفين، وكان في طريقه إلى إلحاق الخسارة الثالثة على التوالي بالنادي الملكي على أرضه في المسابقة القارية العريقة، بعد سقوطه الموسم الماضي أمام سسكا موسكو الروسي في دور المجموعات، وأياكس الهولندي في إياب ثمن النهائي، والثانية تواليا في هذه النسخة بعد باريس سان جيرمان الفرنسي صفر-3، وذلك بتقدمه عليه بثنائية نظيفة قبل أن ينقذ رجال زيدان نقطتهم الأولى بادراك التعادل 2-2.
وبنقطته الوحيدة من مباراتين، يقبع ريال في ذيل المجموعة الأولى التي يتصدرها سان جيرمان بست نقاط أمام كل من بروج (صاحب النقطتين) وجالطه سراي التركي (نقطة)، وذلك قبل أن يخوض مواجهتين مع الأخير في 22 الشهر الحالي و6 نوفمبر، على أن يمر بين هذين الموعدين بمواجهة “كلاسيكو” الدوري الأسباني ضد غريمه برشلونة في 26 أكتوبر.
ودقت صحف العاصمة “جرس الإنذار” بحسب ما عنونت “أس” التي أشارت إلى صعوبة مهمة فريق زيدان “بعد أن عقَّد حياته في دوري الأبطال”.
ومن جهتها، أعربت صحيفة “ماركا” عن قلقها بشأن حظوظ ريال بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي، الذي سقط عنده الموسم الماضي، وتنازل عن اللقب المتوج به ثلاث مرات متتالية، وأربع مرات في غضون خمسة مواسم، بسقوطه إيابا على أرضه 1-4 أمام أياكس.
ورأت الصحيفة الأكثر شعبية في أسبانيا أن ريال “في خطر”، منتقدة “الشوط الأول المتواضع” الذي قدمه سيرجيو راموس ورفاقه، في إعادة لما حصل معهم الموسم الماضي حين مني النادي الملكي بأسوأ هزيمتين له بين جماهيره، ضد سسكا موسكو صفر-3، وأياكس 1-4.
واعتبرت في صفحاتها الداخلية أنه “ريال سقط في فخ الغطرسة وافتقر إلى الانسجام الجماعي”.
ورغم الرسالة التي وجهها زيدان للاعبيه خلال استراحة الشوطين، ونجاحهم في تجنب الهزيمة بتسجيل هدفي التعادل، أصبح جليا بأن القلعة البيضاء لم تعد منيعة وأصبحت بعيدة كل البعد عن أيام المباريات الأوروبية الـ21 المتتالية التي خاضها النادي الملكي في معقله “سانتياجو برنابيو” دون هزيمة بين 2011 و2015.
ودافع زيدان عن نتيجة فريقه في مباراة الثلاثاء، معتبرا أن “اليوم لم يعد هناك أندية صغيرة. في دوري الأبطال أي فريق بإمكانه الفوز على أي كان. من الصعب الفوز بالمباريات. إذا لم تدخل جيدا في أجواء المباراة، هناك إمكانية أن تصبح في مأزق بسرعة”.
هناك عوامل عديدة تفسر تراجع النادي الملكي، إن كانت مرتبطة بالفرق المنافسة التي أصبحت تواجهه دون أي عقد، أو بريال بالذات الذي لم يجدد جلده بالشكل المناسب رغم إنفاقه قرابة 300 مليون يورو خلال الصيف الحالي.
وبعد ثلاث مباريات متتالية في الدوري بشباك نظيفة لأول مرة تحت إشراف زيدان، إن كان حاليا أو في مغامرته الماضية التي قاد فيها الفريق إلى لقب دوري الأبطال ثلاثة مواسم على التوالي، عاد دفاع ريال ليثير قلق الجمهور ومن خلفه الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي استبدل، الثلاثاء، خلال استراحة الشوطين بالفرنسي ألفونس أريولا بحجة التوعك.
وما يزيد من معاناة الدفاع الملكي الإصابة التي تعرض لها ناتشو ضد بروج في رباط ركبته اليمنى.
لكن مشكلة ريال لا تنحصر في الدفاع وحسب، فلاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش (34 عاما) بدأ يفقد لمسته، وهو كان سببا بالهدف الثاني الذي سجله الضيف البلجيكي بعد أن فقد الكرة، في وقت بدأ التململ في أروقة النادي والمدرجات من الأداء المخيب الذي قدمه حتى الآن الوافد الجديد البلجيكي إدين هازار.
في الدوري الأسباني، استفاد ريال زيدان من البداية المتأرجحة لجاره أتلتيكو وبرشلونة من أجل تصدر الترتيب وحيدا، لكن من الواضح أن أولويته في الأسابيع المقبلة ستكون دوري الأبطال، لأن ناديا يتوقع أن تصل أرقام أعماله إلى 822,1 مليون يورو هذا الموسم، هل يمكنه حقا أن يهاب اللعب ضد فرق مثل بروج أو جالطه سراي؟
لكن يبدو أن الخوف من ريال مدريد تسبب في عدوى انقلبت على من أرعب القارة العجوز، وفرض نفسه سيدا لها بألقابه الـ13 في المسابقة القارية الأعرق.