وصلت حقبة الدرّاج الأسطوري الإيطالي فالنتينو روسي إلى نهايتها، بعدما كان أعلن “البروفسور” في وقت سابق من هذا العام اعتزاله عقب نهاية جائزة فالنسيا الكبرى، المرحلة الاخيرة من بطولة العالم للدراجات النارية، وهي السباق الأخير في مسيرة هذا البطل المتوج بتسعة ألقاب عالمية، منها 7 في الفئة الملكة، في غضون 26 عاماً.
وصلت حقبة الدرّاج الأسطوري الإيطالي فالنتينو روسي إلى نهايتها، بعدما كان أعلن “البروفسور” في وقت سابق من هذا العام اعتزاله عقب نهاية جائزة فالنسيا الكبرى، المرحلة الاخيرة من بطولة العالم للدراجات النارية، وهي السباق الأخير في مسيرة هذا البطل المتوج بتسعة ألقاب عالمية، منها 7 في الفئة الملكة، في غضون 26 عاماً.
في فالنسيا، ستشاهد الجماهير العاشقة لفئة موتو جي بي للمرة الأخيرة الأيقونة، فبالنسبة للعديد منها لن يكون الضوء الجاذب لهم هو الفرنسي فابيو كوارتارارو ابن الـ 22 عاماً والمتوج أخيراً بطلاً لهذه الفئة، ولكن فالنتينو روسي ابن الـ 42 عاماً الذي برغم انه لم يعد يرفع كأس المركز الأوّل كما دأب أن يفعل لسنوات طويلة، إلاّ انه ما زال يدخل “الجنون” إلى قلوب المشاهدين.
تخلى هذا الدراج الذي سحق كل شيء في العقد الأوّل من القرن، عن قمة موتو جي بي منذ فترة طويلة. خلفه الإسباني مارك ماركيس الفائز باللقب ست مرات في غضون سبعة أعوام من 2013 إلى 2019، ثم مواطنه خوان مير وكوارتارارو هذا العام.
ولكن بانتظار أيقونة جديدة، دقّت ساعة الوداع في فالنسيا. فبعد سباقه الـ 372 في الفئة الملكة منذ عام 2000 والـ 432 على الصعيد العالمي منذ عام 1996، سيضع روسي جانباً خوذة رأسه ولباسه الرياضي ويتخلى عن دراجته النارية.
يُعتبر روسي أكثر المعمّرين على الحلبات ليدوّن اسمه في كتاب الأرقام القياسية خلال مسيرة غير عادية رصّعها بـ 89 فوزاً و199 منصة تتويج وبـ 55 انطلاقة من الصدارة وبـ 76 أسرع لفة في سجل مزخر بالألقاب: فاز بلقب في فئة 125 سي سي (1997)، وآخر في فئة 250 سي سي (1999)، وسبعة ألقاب في النخبة، منها لقب في فئة 500 سي سي في 2001، ثم ستة منذ الانتقال إلى موتو جي بي، وتحديداً بين من 2002 إلى 2005 ثم في 2008 و2009.
لن تبقى الأعوام الأخيرة لروسي عالقة في الأذهان أو محفورة على صفحات البطولة العالمية، إذ لم يتمكن من احتلال أفضل من المركز السابع في الترتيب النهائي للدراجين في عام 2019، والـ 15 في 2020، وحالياً المركز العشرين مع 38 نقطة فقط، عقب انتقاله منذ بداية البطولة من فريق مَصنعي إلى فريق رديف هو ياماها- أس آر تي.
كما أنّ أفضل نتيجة للدراج الإيطالي في احدى الجولات كان احتلاله للمركز الثامن (في النمسا) في أسوأ موسم له في مسيرته، وهو الاوّل له من دون أن ينجح في الصعود إلى منصة التتويج.
يُغادر روسي عالم الدراجات النارية من دون ندم في بطولة لم يعد قادراً على التألق على حلباتها أو فرض هيمنته عليها. ولكن إلى جانب اسمه الخالد، سيبقى روسي حاضراً كرئيس لفريقه الجديد “في آر 46” الذي سينافس في فئة موتو جي بدءا من العام المقبل، كفريق رديف للمصنّع دوكاتي.
كما سيبقى كـ “معلم” للدراجين الذين يتخرجون من أكاديميته، أمثال فرانسيسكو بانيايا وفرانكو موربيديلي ولوكا ماريني (الأخ غير الشقيق)، وفي قلوب جماهيره الوفية له، إضافة إلى الدراجين الشباب الذين ترعرعوا على عشق مثالهم الأعلى.
كتب كوارتارارو، تكريماً لروسي الذي كان يعتبره “بطل طفولته”، في صفحته على إنستغرام “الرقصة الأخيرة للملك”.
وباستثناء لحظات الوداع المؤثرة لأيقونة حيّة، لن يقدّم سباق فالنسيا أي مادة للمشاعر بعدما حُسم صراع اللقب بين كوارتارارو ووصيفه بانيايا في نهاية تشرين الأوّل/أكتوبر، وكي لا يجدا أنفسهما في ظل “الدكتور” روسي.
ومع احتلال بطل العالم 2020 مير للمركز الثالث في ترتيب الدراجين، انتهى الصراع أيضاً على المراكز الثلاثة الاولى، ومن أجل إيجاد بعض الإثارة لا بد أن ننتظر هوية الدراج الذي سيحتل المركز الرابع في صراع مشرّع بين الأسترالي جاك ميلر (دوكاتي) والفرنسي يوهان زاركو (دوكاتي-براماك) حيث يصل الفارق بينهما إلى نقطتين فقط.
يسعى كوارتارارو الذي غادر البرتغال مع علامة صفر اثر سقوطه في اللفات الأخيرة من عمر السباق، لتعويض خيبته وتحقيق انتصاره السادس هذا العام في الجولة الختامية.
في المقابل، يأمل “بيكو” بانيايا (22 عاماً) الفائز على حلبة بورتيماو البرتغالية بسباقه الثالث هذا العام، أن يرفع من غلته من أجل خوض عام 2022 مع الكثير من الثقة وإدخال الشك إلى قلب “كوارتا”.
وبخلاف البقية، يغيب ماركيس للسباق الثاني توالياً عقب إعلان انسحابه من فالنسيا إثر تعرضه لسقطة خلال تمارين كان يجريها على طرق وعرة تحضيراً لجائزة البرتغال الكبرى.
ويعاني بطل العالم السداسي الذي تعرض “لارتجاج خفيف” بعد اصطدامه بالأرض، من عوارض “الرؤية المزدوجة” التي ستحول أيضًا دون مشاركته في التجارب التي ستقام على حلبة خيريز الإسبانية في 18 و19 الشهر الحالي.
